لم يحن وقت تكريمه؟
٦/ ٢/ ٢٠٠٩
الكثيرون لم يستوعبوا تاريخ زعماء مصر قبل الثورة، وعذرهم فى ذلك بسبب تهميش تاريخهم من كتب التاريخ المدرسية، باعتبار أن كل السابق للثورة هو الفساد بعينه، فنشأت أجيال تحتاج إلى عودة الوعى لمعرفة هؤلاء الزعماء وما قدموه لمصر، فنحن أبناء الجيل السابق عايشنا مرحلة ليس فيها الهاربون بأموال الدولة، وسرطنة الشعب وإغراقه فى البحار، إلى آخر المنظومة اليومية للفساد، مما يؤكد أن الفساد الذى وضعته الثورة ضمن أهدافها الستة للقضاء عليه كان لا يزال فى مرحلة الـKG١..
وفى نظرة سريعة مثلاً للزعيم مصطفى النحاس باشا نكتشف أنه تولى رئاسة الوزارة خمس مرات.. ورفض تعيين حراسة له توفيراً للنفقات -رغم تعرضه للاغتيال أكثر من مرة- معتمداً على حب الناس له وكان أسلوب مواجهة خصومه داخل البرلمان يتسم بالاحترام، قبل اكتشاف لغة الأحذية الطائرة! وفى شجاعة نادرة أعلن يوم ٨ أكتوبر ١٩٥١ (من أجل مصر وقعت معاهدة ١٩٣٦ ومن أجل مصر أطالب اليوم بإلغائها)..
فتحولت مدن القناة إلى كفاح مسلح ضد المحتل الإنجليزى، وتولى فؤاد سراج الدين باشا وزير الداخلية إدارة الكفاح من أطياف الشعب المصرى المختلفة، وشمل بعض الضباط الأحرار، وكتائب الفدائيين، وأحزاب الأقلية التى تولى تدريبها على الكر والفر الفريق عزيز المصرى وكانت أم المعارك هى معركة مبنى محافظة الإسماعيلية وأصبح يوم ٢٥ يناير ١٩٥٢ عيداً للشرطة المصرية فى الوقت الذى كانت تقوم فيه قوة من بلوكات النظام بصد دخول العدو إلى قلب المدينة من المدخل الجنوبى للسويس، وهى المعركة المعروفة (بمنطقة مصنع الزراير)،
وكان كاتب هذا المقال له الشرف كأحد شهود العيان عليها، وقد آن الأوان أن ينتصر السوايسة لاسم الزعيم الذى كان معاشه الشهرى ٢٥٠ جنيهاً حتى وفاته فى أغسطس ١٩٦٥ وذلك بأن نطلق اسمه على أحد ميادين السويس العامرة بأسماء زعماء مصر العظام، الذين تحتل أسماؤهم حالياً ميادين وشوارع المدينة.